livre chergui

        

الطرق الصوفية في الجزائر ودورها في المقاومة

الوطنية ضد الاستعمار الفرنسي 1830-1916

(من خلال نماذج)

           محمـــد شـــــرقي

          التخصص : تاريــــــخ

          الطبـــــع : 2020

          ردمك : 9-06-540-9931-978    

الملخــــــص :

              يعد موضوع الطرق الصوفية وزوايا المرابطين من الموضوعات الشائكة في تاريخ الجزائر الحديث والمعاصر، وذلك لما في تاريخ هذه المؤسسات الدينية من تقلبات سياسية واجتماعية وثقافية، مما يضطر الباحث إلى استعمال كافة الوسائل المادية والمعنوية، لإلمام بكافة فروع المعرفة التاريخية والدينية والفلسفية، المتعلقة بهذه المؤسسات. مع توفر حاسة للنقد الظاهري والباطني، وما يتطلب ذلك من تحليل ومقارنة لهذه الطرق، وأدوارها المختلفة، لأنها كانت وما تزال تبرز كقوة موازية أو ضاغطة في أحرج المنعطفات التاريخية والأزمات السياسية والاجتماعية.منذ نشوء الدولة الحديثة في الجزائر إبان القرن السادس عشر وحتى الآن.

              لقد أصبحت الطرق الصوفية منذ القرن السابع الهجري الثالث عشر الميلادي تلعب دورا هاما في الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية للجزائر والمغرب العربي. كما وجهت وقادت الجهاد البحري ضد النصارى على سواحل الجزائر، وبذلك تكون قد ساهمت بدور كبير في صنع الأحداث التاريخية والمعالم الحضارية للمجتمع الجزائري.

             ولكن الطرق الصوفية في المشرق العربي تختلف عن مثيلتها في المغرب العربي. ففي بلاد المشرق ارتبطت الطرق بالصراعات المذهبية والخلافات السياسية والتحالف مع القوى الخارجية لاسقاط الدولة العثمانية. في حين عملت الطرق في الجزائر خاصة والمغرب العربي، على نشر الاسلام وتعاليمه. وتمتين التضامن الاسلامي لمقاومة الغزوات الصليبية على سواحل الشمال الافريقي ومقاومة  الاستعمار الاوربي

             والطرق الصوفية بصفة عامة في العالم الاسلامي كانت ومازالت وستبقى محل خلاف وجدال بين الفقهاء والمتصوفة اولا. وبين رجال السلطة والمجتمع، وبين الفلاسفة والمصلحين.

             وفي راينا ان الطرق الصوفية ظاهرة حية في المجتمع ومقياس حقيقي لاستقامة العمل السياسي في المجتمع. لذلك نرى ان الطرق الصوفية لا يزدهر نشاطها الا عند ظهور االابتعاد عن العدل  والاستبداد في استعمال السلطة.

             فالتصوف هو جهاز مناعة في المجتمع الاسلامي الذي يتعرض للامراض المختلفة . فتنشط المناعة وتتكاثر لمحاربة الانحراف والجمود والضلال. لاعادة القطار الى قضبان السكة الحديدية. لكن السلطة المنحرفة في أي عصر تعمل على التمسك بشرعيتها من خلال الارتباط بحبل الانقاذ مع الفقاء والشيوخ الذين تتغلب الدنيا في نفوسهم على الحقيقة . وبالتالي تفتح جبهة جديدة بين انصار الحقيقة والسلطة واتباعها. فينقسم المجتمع ويتاكل ويضعف امام العدو الجارجي.

             وانصار السلطة الغير عادلة لا يهمهم نوع السلطة القائمة او التي ستقام ولا الوطن والدين بقدر ما تهمهم المصالح والامتيازات. وهذا ما حدث في الجزائر بعد 1830 وفي العديد من دول العالم الاسلامي. حيث تنتقل النخب الفاعلة في المجتمع من مساندة للسلطة الزائلة الى نخب مهللة ومباركة للسلطة الجديدة .

             وهكذا يغيب العدل وتزول الحقيقة ويضلل فهم الدين .

             والدارس لتاريخ الجزائر الحديث والمعاصر تدقيقا وتحقيقا وتعميقا سيرى ان الطرق الصوفية التي لا تزيد في التصوف عن القران والسنة شيئا. هي التي لم تبيع الدين بالدنيا والحرية بالعبودية او الاستقلال بالاستغلال. فقاومت الاحتلال والاستيطان والتبشير والتغريب في الجزائر خاصة ،  وشمال افريقيا عامة .

             واعتقد انني بهذا العمل ساقدم مساهمة متواضعة في البحث العلمي قد تفيد الوطن الذي ولدت فيه واعيش بداخله. لكنه في الحقيقة هو الذي يعيش دوما بداخلي.