د. حنان بومالي
قسم اللغة والأدب العربي
المركز الجامعي – ميلة
لقد تحركت القصيدة المعاصرة نحو مجالات جديدة تؤلف فيه أنموذجها وتنحت طرازها الجديد، وهي تجرب مستويات تعبيرية متعددة ومتنوعة في السبيل إلى تحقيق جدتها النوعية والأجناسية، بوصفها تمثل فنيا مسارا آخر يعكس وعيا ثقافيا لقيمة القول الشعري ووظيفته. وتبلور هذا التحول في حرصهم الشديد على إجراء تغييرات كثيرة في عناصر القصيدة العربية، وفي أسلوب تعاملهم مع اللغة والصورة والإيقاع الشعري اختيارا وتوزيعا، حتى تتميز في هذا التلاحق الحضاري بغناها وقدرتها على تجاوز المألوف المكرور.
وكانت محاولاتهم في مقاربة الشكل الغربي تمتزج مع الحساسية الشعرية العربية المبنية عبر عشرات الأجيال بإيقاعها المعروف، ويعد أسلوب المفارقة من أبرز الأساليب الفنية التي مارسها الشاعر العربي المعاصر في إطار التجريب والتجديد والتحديث، و يحاول هذا المقال أن يقارب حضور هذه الظاهرة الفنية في شعر عدد من الشعراء العرب المعاصرين؛ ومن ثم رصد كيفيات توظيفهم لها في نصوصهم.
المقر الجديد لمديرية النشر :
رئاسة الجامعة سابقا
الطابق الأول
مديـريــة الـنشــر الجامـعي