ثنائية (المرأة / النص)في الشعر العربي المعاصر من خلال جميلة بوحيرد الثائرة و الملهمة
العدد 15 - جوان 2016
د. عبد العزيز شويط
جامعة محمد الصديق بن يحي - جيجل
ما أعجب أن يختزل وطن في جميلة حين يراد له أن يختزل في امرأة، و أي امرأة إنها امرأة جميلة ، و إن لم تكن المرأة الوطن جميلة فمن عساه غيرها، من دونها ، يكون جميلا ؟ ! و من العجيب أن تشترك ثلاث جميلات في حراسة الوطن في تمثل الوطن في صياغة الوطن ، ثلاث جميلات كن عنوانا لخصوبة الجزائر و لثوريتها الدائمة المتوثبة ، يخصبن الوطن و يخصبن الإبداع .جميلة بوحيرد و جميلة بوباشة و جميلة بوعزة ؟
لكأن الزمن يعيد نفسه في ثنائية المرأة / القبيلة ، ماوية / و طيء ، أو ماوية وجميع قبائل العرب ، لأن المرأة أساس استمرارية الحياة . لقد أعادت جميلة بوحيرد صياغة ثنائية المرأة و القبيلة من جديد ، فصارت على شاكلة المرأة و الوطن ، بل لقد انتهت إلى ثنائية المرأة و الثورة ،و اشترك في ذلك الثوري و الشاعر ، بل و بدأت تتلاشى خيوط الغزل معوضة بخيوط الإكبار ، و ذهبت علائق الشكوى و الحنين و حلت محلها علائق العجب و البطولة ، فلم تعد عند الثوري غاية و إنما صارت وسيلة للوصول إلى غاية الثورة ، هذا ما لا يرضاه الشاعر العربي المعاصر ، فأرجع المرأة الثائرة إلى مقامها الأول كحبيبة و كغاية و كرمز للفداء من خلال جميلة بوحيرد الثورة و هذه هي المرحلة الأولى .
في المرحلة الثانية ، و ربما لأنه وصل إلى غايته الأولى و هي الثورة ، و لأن غايات المبدع متجددة و غير منتهية، فقد راح يبحث عن حبيبة أخرى غير الثورة في زمن عاد فيه من ثورة الحرب إلى ثورة النص ، فأصبح معادل النص هو المرأة وشيء آخر،كما رأينا مع باقي الثنائيات المرأة/ القبيلة والمرأة / الوطن .ف هذه المرة تجاوز الشاعر العربي المعاصر ثنائيته السابقة وثنائية زميله الثوري وهي:جميلة/الثورة،فذهب الغزل في ثنائية كانت جميلة بوحيرد هي طرفه الرئيس ووصل إلى ثنائية قديمة جديدة هي:جميلة،النص.فكيف صاغ الشاعر العربي بقية الثنائيات ليصل إلى الثنائية الأخيرة؟ ومن هم أهم الشعراء الذين تمثلوا هذه الثنائيات ؟ و هل كان القريب من الجزائر من الشعراء جغرافيا هو الأكثر تعبيرا عن جميلة الوطن و جميلة الثورة و جميلة العروبة ، و من هم هؤلاء ذوي القربى ؟.