تطور مقولة القبح الفني تاريخيا
العدد 7 - جوان 2013
الأستاذة: شاديـة بن يحي
قسم اللغة العربية، وآدابها
المركز الجامعي محمد الشريف مساعدية – سوق أهراس
الأستاذة: شاديـة بن يحي
قسم اللغة العربية، وآدابها
المركز الجامعي محمد الشريف مساعدية – سوق أهراس
ارتبط وجود الإنسان بالجمال والفن، حيث قدس الكائن البشري كل ما هو جميل، وجعله فردوسه المفقود، وبحث عنه حتى في تلك الأشياء المدنسة والقبيحة. فقد أدرك بحدسه الفني الفطري أن هناك أشياء تحمل في جوهرها مسحة جمالية رغم ظاهرها القبيح.
تمثل جدلية القبح والجمال إذن ثنائية قائمة منذ فجر التاريخ، وتوحي بالنظرة السطحية لهذه الثنائية بالتنافر والتضاد والتناقض والعكسية، لكن هذه النظرة قد تجاوزها الناس عندما اضطروا إلى النظر إلى بعض الموضوعات على أنها قبيحة وذات قيمة إستطيقية في الوقت ذاته.
حيث نجد بعض الأشياء ليست جميلة بأي معنى مألوف، ومع ذلك فهي طريقة وتجذب الانتباه. ولعل ابرز أمثلة لهذه الظاهرة يتجلى بوضوح في فن القرنين الأخيرين، حيث اتسع نطاق الإدراك الحسي الإستطيقي، لكن يجدر بنا الإشارة أن القدامى أيضا قد أدركوا ذلك، حيث نجد "أرسطو"، وهو من أقدم فلاسفة الاستطيقا، رأى أن القبح عنصر أساسي في الكوميديا. وأيضا طول التاريخ الفني، نجد فنانون لاحظوا ذلك بدورهم، كالمصور "هيرو نيموس بوش Hieronymous Bosh"، حيث قاموا عند تصويرهم شخصية حية، بتجسيد العنصر الشيطاني وجو الموت والمقابر في فنهم.
ويتبادر لدينا تساؤل: كيف يمكن أن نحتفظ بالموقف الاستطيقى تجاه موضوع معين ونجد فيه قيمة في الوقت الذي تكون تجربتنا عنه مؤلمة؟
إن القبح يشمل ما يثير تأمله الاستطيقي ألما أو كدرا، فالعمل الفني يجب أن يؤثر في نفس المتلقي، فالتراجيديا مثلا عبارة عن منظر من مناظر الشر، ونحن لا نستمتع بالشر ومع ذلك نستمتع بالتراجيديا، وهنا تكمن المفارقة التراجيدية.
من هذا المنطلق ارتأينا أن نرصد تطور مقولة القبح الفني تاريخيا ونتتبع منطلقاتها في النقد الغربي والعربي من خلال المقال المرفق.
المقر الجديد لمديرية النشر :
رئاسة الجامعة سابقا
الطابق الأول
مديـريــة الـنشــر الجامـعي