مطبوعة بيداغوجية

التسويق السياسي

     مجالاته - اخلاقياته - انعكاسات تطبيقاته

     د. احسن خشة

     التخصص :  علوم الاتصال

     الطبع :2019

     ردمك  5-04-540-9931-978

تمهيـد

عرفت وسائل وأساليب وأشكال التواصل البشري تطورات كثيرة ومتعددة مع تطور البيئة الاجتماعية. واكتسب الاتصال أهمية كبيرة في العصر الحديث نتيجة للتقدم التقني والتكنولوجي الحاصل وتعدد استعمالاته في شتى المجالات.

ومن الناحية السياسية فان الشكل المستحدث للاتصال يتمثل في التسويق السياسي، وهو المفهوم الذي ترجع استعمالاته الأولى إلى المجال الاقتصادي، ثم انتقل إلى المجال السياسي بناء على اعتبارات متعددة، لعل أهمها هو عدم تباين العروض السياسية في الشكل والمحتوى، إضافة إلى انصراف الناس عن الاهتمام بأمور السياسة، وعجز الكثير من البيئات السياسية عن صناعة رموز سياسية تحظى بالموافقة والقبول. وهذه المميزات تتشابه إلى حد كبير مع الواقع الاقتصادي والتجاري للسلع والخدمات بحيث نجد تعددا كبيرا في العرض مقابل طلب أقل، الأمر الذي فرض استخدام أساليب لجذب المستهلكين وإقناعهم، على الرغم من أن جوهر هذه السلع والخدمات يكاد يكون نفسه.

ويكثر استخدام أساليب التسويق السياسي في الدول المزدهرة ديمقراطيا، ويبرز بجلاء أثناء الحملات الانتخابية التي يميزها استخدام أسلوب المناظرات السياسية الحاسمة، وكذا الإعلانات السياسية التي تروج للمترشحين السياسيين باعتبارهم منتجات سياسية تمر بدورة حياة كمثل الكائن الحي ، فهي تظهر إلى الوجود السياسي ثم تنمو وتزدهر، وقد يرتفع شأنها بين الناس  فتنضج وتستقر، وقد تأتي عليها مرحلة  ضعف وانكسار فتتراجع وتندثر.

تتزايد أهمية التسويق السياسي حاليا من خلال ظهور مؤسسات متخصصة تقدم خدمات تسويقية واستشارية في المجالات السياسية مثل: الحملات الانتخابية، استطلاعات الرأي العام، والعلاقات العامة السياسية ونحو ذلك.

وفي هذا المطبوعة سيتم عرض تعريف التسويق السياسي و خصائص التسويق السياسي والمزيج التسويقي السياسي، بالإضافة إلى ذلك نتعرض إلى المداخل المختلفة التي تحكم تطبيقاته والتي يتضح من خلالها تعدد التخصصات المعرفية التي تصدت للبحث فيه، وبناءا على فكرة أن التسويق السياسي يندرج في إطار السلوكيات البشرية التي يعتريها القصور والانحراف، فإننا نتطرق إلى الأبعاد الأخلاقية للتسويق السياسي، ثم نستعرض الدور الذي تمارسه وسائل الإعلام في عملية التسويق السياسي .